الأحد، 23 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل السادس: في كراهية لباس الشهرة والنكت في اللباس

الفصل السادس
في كراهية لباس الشهرة والنكت في اللباس (1)
(في لباس الشهرة)
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالرجل خزيا أن يلبس ثوبا مشهرا أو يركب دابة مشهرة.
وعنه (عليه السلام) قال: إن الله يبغض شهرة اللباس.
قيل: دخل عباد بن كثير البصري على أبي عبد الله (عليه السلام) بثياب الشهرة، فقال (عليه السلام): يا عباد ما هذه الثياب ؟ قال: يا أبا عبد الله تعيب علي هذا ؟ قال: نعم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه الله لباس الذل يوم القيامة، قال عباد: من حدثك بهذا ؟ قال (عليه السلام): يا عباد تتهمني ؟ حدثني والله أبي عن آبائي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
عن أبي الحسن الاول (عليه السلام) قال: لم يكن شئ أبغض إليه من لبس الثوب المشهور وكان يأمر بالثوب الجديد فيغمس في الماء ويلبسه.
(في القناع)
عن عبد الله بن وضاح قال: رأيت أباالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو جالس في مؤخر الكعبة وتقنع وأخرج أذنيه من قناعه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القناع بالليل ريبة (2).
عن عبد الله بن الوليد بن صبيح قال: سألني شهاب بن عبد ربه أن استأذن له على أبي عبد الله (عليه السلام)، فأدخلته عليه ليلا وهو متقنع وأخذت له وسادة فطرحتها له فجلس عليها، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ألق قناعك يا شهاب، فإن القناع ريبة بالليل ومذلة بالنهار، فألقى قناعه.
ـــــــــــــــ
(1) النكت ـ بضم ففتح ـ : جمع النكتة وهي النقطة السوداء في الابيض او البيضاء في الاسود.
(2) الريبة ـ بالكسر ـ : التهمة والظنة، هي اسم من الريب.
[ 116 ]
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): القناع ريبة بالليل ومذلة بالنهار.
(في التوشح)
وعنه (عليه السلام) في الرجل يتوشح بالازار فوق القميص، قال: لا تفعل، فإن ذلك من الكبر (1).
عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه كره التوشح بالازار فوق القميص وقال: هو من فعل الجبابرة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنهى امتي عن اشتمال الصماء (2).
وعنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنهى امتي عن حل الازار وعن الاقبية وكشف الافخاذ (3).
(في لبس الصوف)
من كتاب مجمع البيان، عن الصادق (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على فاطمة عليها السلام وعليها كساء من ثلة الابل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أبصرها، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة، فقد أنزل الله علي " ولسوف يعطيك ربك فترضى " (4) (والثلة: الصوف والوبر)، عن الزهري من عيون الاخبار، عن ابن أبي عباد قال: كان جلوس الرضا (عليه السلام) في الصيف على حصير وفي الشتاء على مسح (5)، ولبسه الغليظ من الثياب حتى إذا برز للناس تزين لهم.
ـــــــــــــــ
(1) توشح بثوبه: هو أن يدخله تحت إبطه الايمن ويلقيه على منكبه الايسر كما يتوشح الرجل بحمائل سيفه.
(2) اشتمال الصماء: الالتحاف بالثوب من غير أن يجعل له موضع يخرج منه اليد.
(3) الاقبية: جمع قباء وهو ثوب مشقوق قدامه ولم يكن له أزرار ويلبس فوق الثياب.
(4) سورة الضحى: آية 5. والثلة: الصوف وحده ومجتمعا بالشعر والوبر.
(5) المسح ـ بالكسر ـ : كساء معروف يعبر عنه بالبلاس ويقعد عليه.
[ 117 ]
(في تشبه الرجال بالنساء)
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام، سئل عن الرجل يجر ثوبه ؟ قال: إني لاكره أن يتشبه بالنساء.
عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يزجر الرجل يتشبه بالنساء وينهى المرأة أن تتشبه بالرجال في لباسها.
وعنه (عليه السلام) قال: خير شبابكم من تشبه بكهولكم، وشر كهولكم من تشبه بشبابكم.
(في فرو السنجاب وغيره)
عن يونس بن يعقوب قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو معتل وهو في قبة وقباء عليه غشاء مذاري (1) وقدامه مخضبة حناء يهيئ فيها ريحان مخروط وعليه جبة خز ليست بالثخينة ولا بالرقيقة وعليه لحاف ثعالب مظهر بيمنية، فقلت: جعلت فداك ما تقول في الثعالب ؟ قال: هو ذا علي.
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام، أنه سئل عن لحوم السباع وجلودها ؟ فقال: أما لحوم السباع ـ والسباع من الطير ـ فإنا نكرهها، وأما الجلود فاركبوا فيها ولا تلبسوا منها شيئا في الصلاة.
عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اهديت لابي جبة فرو (2) من العراق، فكان إذا أراد أن يصلي نزعها فطرحها.
عن عبد الله بن سنان، عنه (عليه السلام) قال: ما جاءك من دباغ اليمن فصل فيه ولا تسأل عنه.
وسئل الرضا (عليه السلام) عن جلود الثعالب والسنجاب والسمور ؟ فقال: قد رأيت السنجاب على أبي ونهاني عن الثعالب والسمور.
ـــــــــــــــ
(1) مذاري: ينسب إلى مذار بلد بين الواسط والبصرة. والمخضبة، بالكسر: شبه المركن: وعاء لغسل الثياب أو خضبها.
(2) الفرو، بالفتح: الذي يلبس من الجلود التي صوفها معها.
[ 118 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق