الأحد، 23 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل العاشر: في النجد والاثاث والفرش والتواضع فيها

الفصل العاشر
(في النجد والاثاث والفرش والتواضع فيها)
عن عبد الله بن عطا قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فرأيت في منزله نضدا ووسائد وأنماطا ومرافق (1)، فقلت له: ما هذا ؟ قال (عليه السلام): متاع المرأة.
عن جابر بن عبد الله، عن الباقر (عليه السلام) قال: دخل قوم على الحسين بن علي (عليه السلام) فقالوا: يا ابن رسول الله نرى في منزلك أشياء مكروهة ـ وقد رأوا في منزله بساطا ونمارق ـ فقال: إنما نتزوج النساء فنعطيهن مهورهن فيشترين بها ما شئن ليس لنا منه شئ.
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما تزوج علي فاطمة عليها السلام بسط البيت كثيبا وكان فراشهما إهاب كبش ومرفقتهما محشوة ليفا ونصبوا عودا يوضع عليه السقاء فستره بكساء (2).
عن الحسين بن نعيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة على علي عليهما السلام وسترها عباء وفرشها إهاب كبش ووسادتها أدم محشوة بمسد.
وعنه (عليه السلام) قال: إن فراش علي وفاطمة عليهما السلام كان سلخ كبش يقلبه فينام على صوفه.
وفي كتاب مواليد الصادقين عليهما السلام، قال محمد بن إبراهيم الطالقاني روى أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) اعتزل نسائه في مشربة له شهرين ـ والمشربة العلية ـ فدخل عليه عمرو في
ـــــــــــــــ
(1) النضد ـ بالتحريك ـ : ما نضد من متاع البيت وضم بعضه إلى بعض متسقا أو مركوما. والانماط ـ جمع نمط ـ كسبب وأسباب: ما يفرش من مفارش الصوف الملونة. والمرافق: جمع مرفق ـ بالكسر فالسكون ـ : التي تجعل تحت المرفق من المخدة والمتكأ. والنمارق: جمع نمرق ونمرقة: الوسادة يتكأ عليها.
(2) بسط البيت: سعته. والكثيب: الرمل. إهاب ـ ككتاب ـ : الجلد، أو ما لم يدبغ.
[ 131 ]
البيت أهب عطنة وقرظ والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نائم على حصير قد أثر في جنبه ووجد عمر ريح الاهب، فقال: يا رسول الله ما هذه الاهب ؟ قال: يا عمر هذا متاع الحي (1) فلما جلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان قد أثر الحصير في جنبه. فقال عمر: أما أنا فأشهد أنك رسول الله ولانت أكرم على الله من قيصر وكسرى وهما فيما هما فيه من الدنيا وأنت على الحصير قد أثر في جنبك. فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الاخرة.
عن الفضل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السرير يكون فيه الذهب أيصلح إمساكه في البيت ؟ قال (عليه السلام): إن كان ذهبا فلا وإن كان ماء الذهب فلا بأس.
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ربما قمت أصلي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر، فجعلت عليها ثوبا. وقد أهديت إلي طنفسة من الشام (2) فيها تماثيل طير فأمرت به فغير رأسه فجعل كهيئة الشجر. وقال: إن الشيطان أشد ما يهم بالانسان إذا كان وحده.
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: دخل قوم على أبي جعفر (عليه السلام) وهو على بساط فيه تماثيل، فسألوه ؟ فقال: أردت أن أهبه.
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت الصورة.
عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تماثيل الشجر والشمس والقمر ؟ قال: لا بأس به، ما لم يكن فيه شئ من الحيوان.
عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " (3) ما التماثيل الذي كانوا يعملون ؟ قال: أما والله ما هي التماثيل التي تشبه الناس ولكن تماثيل الشجر ونحوه.
عن أبي بصير قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنما نبسط عندنا الوسائل فيها
ـــــــــــــــ
(1) العلية ـ بالكسر وقد تضم ـ : الغرفة. وأهب ـ كعمد ـ : جمع إهاب ـ كعماد ـ : الجلد ما لم يدبغ. وعطنة: المنتنة، والقرظ ـ بالتحريك ـ : ورق السلم يدبغ به الاديم.
(2) الطنفسة: البساط الذي له خمل رقيق. وأيضا: القالي. وقيل: والذي يجعل على ظهر الدابة.
(3) سورة سبأ: آية 12.
[ 132 ]
التماثيل ونفرشها، قال: لا بأس بما يبسط منها ويفرش ويوطأ، إنما نكره منها ما نصب على الحائط والسرير.
من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن عقيل بن عبد الرحمن الخولاني قال: كانت عمتي تحت عقيل بن أبي طالب فدخلت على علي (عليه السلام) بالكوفة وهو جالس على برذعة حمار مبتلة (1) قالت: فدخلت على علي (عليه السلام) امرأة له من بني تميم، فقلت لها: ويحك إن بيتك ممتلئ متاعا وأمير المؤمنين (عليه السلام) جالس على برذعة حمار مبتلة، فقالت: لا تلوميني فوالله ما يرى شيئا ينكره إلا أخذه فطرحه في بيت المال.
عن شريك بن عبد الله، عن شيخ، عن أمه قالت: رأيت خبز علي (عليه السلام) تحت فراشه أو في فراشه.
ـــــــــــــــ
(1) بتله بتلا من باب قتل: قطعه وأبانه. وبتل وتبتل: انقطع. والمبتلة على بناء المفعول: القطعة.
[ 133 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق