الأحد، 23 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل الثامن: في لبس الخف والنعل

الفصل الثامن
(في لبس الخف والنعل)
عن ياسر الخادم، عنه (عليه السلام) من قال: كان (عليه السلام) يدخل المتوضأ (1) في خف صغير.
عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عليا (عليه السلام) كان في سفر وكان إذا سافر أدلج فبينا هو قد أخذ في الدلجة (2) فلبس ثيابه وتناول أحد خفيه فلبسه، ثم أهوى إلى الخف الاخر ليلبسه إذ انحط طير من السماء فضرب خفه فأخذه، فانطلق علي (عليه السلام) فاتبعه ليأخذ الخف منه، فسبقه وارتفع إلى السماء، فما زال يدور حتى أصبح فألقى الخف فخرج من الخف حنش وهو حية.
من مسموعات ناصح الدين أبي البركات، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لبس الخف يزيد في قوة البصر.
عن الصادق (عليه السلام) قال: إدمان لبس الخف أمان من الجذام، فقيل له: في الشتاء أم في الصيف ؟ قال: شتاء كان أم صيفا.
عن أبي الجارود (3) قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) لابسا خفا أحمر، فقال لي: أو ما علمت أن الخف الاحمر لبس الجبابرة، فالابيض المقشور لبس الاكاسرة، والاسود سنتنا وسنة بني هاشم ؟ قال أبوالجارود: فصحبت أبا عبد الله (عليه السلام) في طريق مكة وعليه خف أحمر، فقلت له: يا ابن رسول الله كنت حدثتني منه في الاحمر
ـــــــــــــــ
(1) المتوضأ: موضع يتوضأ فيه أي يستنجى ويكنى به عن الكنيف والمستراح.
(2) الدلجة ـ من أدلج الرجل ـ : سار الليل كله.
(3) الظاهر هو زياد بن المنذر الهمداني من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، له أصل وكتاب زيدي المذهب وإليه ينسب الجارودية.
[ 121 ]
أنه لبس الجبابرة، قال: أما في السفر فلا بأس به فإنه أحمل للماء والطين، وأما في الحضر فلا.
عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من اتخذ نعلا فليستجدها.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انتعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقام رجل فناوله النعل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم إن عبدك تقرب إليك فقربه " ولا أظنه إلا قال: وأدبه. قال: وتمضمض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم مجه (1)، فوثب إليه رجل فأخذه فشربه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم إن عبدك تحبب اليك فأحبه.
وعنه، عن علي عليهما السلام قال: استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: " فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى " (2) قال: كانتا من جلد حمار.
(في استحباب الانتعال بالنعل المخصرة المعقبة)
عن صباح الحذاء قال: أتاني الحلبي بنعل، فقال لي: إحذ لي على هذه، فإن هذا حذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: ومن أين صارت اليك ؟ قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ألا أريك حذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ؟ فقلت: بلى. فأخرج إلي هذا النعل، فقلت: هبها لي، قال: هي لك. قال صباح: فحذوت عليها نعله وكنت أحذو لاصحابنا عليها، فقال ابوأحمد: وقد رأيتها وهي مخصرة معقبة (3).
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إني لامقت الرجل الذي لا أراه معقب النعلين.
عن صباح الحذاء قال: حذوت نعلا لابي عبد الله (عليه السلام) على نعل وجه به إلي فكانت مخصرة من نصف النعل.
ـــــــــــــــ
(1) مج الماء من فيه: رماه.
(2) سورة طه: آية 12.
(3) المخصرة: الدقيق الخصر، وهي النعل التي قطع خصراها حتى صارا مستدقين أي مستدقة الوسط.
[ 122 ]
عن منهال قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعلي نعل ممسوحة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا حذاء اليهود، قال: فانصرف، فأخذ سكينا فخصرها به.
عن علي السابري قال: رآني أبوالحسن (عليه السلام) وعلي نعل غير مخصرة، فقال: يا علي متى تهودت ؟
(في كراهية عقد الشراك)
روي أن أبا عبد الله (عليه السلام) كره عقد شراك النعل. قال: وأخذ نعل بعضهم فحل شراكها (1).
وعنه (عليه السلام) قال: أول من عقد شراك نعله إبليس.
(في كيفية الانتعال)
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من السنة لبس نعل اليمين قبل اليسار وخلع اليسار قبل اليمين.
من كتاب النجاة، الدعا المروي عند لبس الخف والنعل يلبسهما جالسا ويقول: " بسم الله وبالله اللهم صل على محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والاخرة وثبتهما على الصراط يوم تزل فيه الاقدام "، فإذا خلعهما فمن قيام ويقول: " بسم الله الحمد لله الذي رزقني ما أوقي به قدمي من الاذي، اللهم ثبتهما على صراطك ولا تزلهما عن صراطك السوي ".
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله تعالى: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " (2): النعل والخاتم.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): تعاهدوا نعالكم عند أبواب المسجد.
(في الشسع إذا انقطع)
عن يعقوب السراج قال: خرجنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يريد أن يعزي
ـــــــــــــــ
(1) الشراك ـ بالكسر ـ سير النعل على ظهر القدم، أي حبلها.
(2) سورة الاعراف آية 30.
[ 123 ]
عبد الله بن الحسن بابنة له أو ابن، فانقطع شسع نعله فنزع بعض القوم نعله وحل شسعها وناوله إياه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) صاحب المصيبة أولى بالصبر عليها (1).
وعنه (عليه السلام) قال: من رقع جبته وخصف نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر (2).
(في المشي في نعل واحدة وخف واحد)
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عليا (عليه السلام) كان يمشي في نعل واحدة ويصلح الاخرى.
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب ماء وهو قائم أو تخلي على قبر، أو بات على غمر (3)، أو مشى في حذاء واحد فعرض له الشيطان لم يفارقه إلا أن يشاء الله.
(في خلع النعال والخفاف إذا جلس)
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إخلعوا نعالكم فإنها سنة حسنة جميلة وهو أروح للقدمين. وفي رواية إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لاقدامكم وإنها سنة جميلة.
من كتاب طب الائمة في الخف والنعل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لبس نعلا صفراء لم يبلها حتى يستفيد مالا، ثم تلى هذه الاية " صفراء فاقع لونها تسر الناظرين " (4).
وعنه (عليه السلام) قال: من لبس نعلا صفراء كان في سرور حتى يبليها.
عن حنان بن سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخلت عليه لابسا نعلا سوداء فقال: مالك ولبس النعل السوداء ؟ أما علمت أن فيها ثلاث خصال ؟ قلت ؟ وما هي
ـــــــــــــــ
(1) الشسع ـ بالكسر ـ : زمام النعل بين الاصبع الوسطى والتي تليها.
(2) السلعة ـ بالكسر ـ : المتاع وما يشتري للمنزل.
(3) الغمر: الحقد، العطش.
(4) سورة البقرة: آية 64.
[ 124 ]
قال (عليه السلام): تضعف البصر وترخي الذكر وتورث الهم وهي مع ذلك من لبس الجبابرة عليك بلبس النعل الصفراء فإن فيها ثلاث خصال، قلت: وما هي ؟ قال: تحد البصر وتشد الذكر وتنفي الهم وهي مع ذلك من لبس الانبياء عليهم السلام.
وعنه (عليه السلام) قال: من السنة الخف الاسود والنعل الصفراء.
وعنه (عليه السلام) قال: لبس الخف يريد في قوة البصر.
عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فيمن أصابه عقر الخف والنعل قال: تأخذ طينا من حائط بلبن، ثم تحكه بريقك على صخرة أو على حجر، ثم تضعه على العقر فيذهب إن شاء الله (1).

ـــــــــــــــ
(1) عقر النعل: الجراحة الحاصلة منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق