الأحد، 23 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل الرابع: في لبس الخز والحلة وغير ذلك

الفصل الرابع
في لبس الخز والحلة وغير ذلك
(في لبس الخز)
عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن علي بن الحسين (عليه السلام) كان رجلا صردا (1) وكان يشتري الثوب الخز بألف درهم أو خمسمائة درهم، فإذا
ـــــــــــــــ
(1) صرد، ككتف: الذي كان قويا على الصرد وضعيف عنه (ضد). والصرد: البرد.
[ 106 ]
خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه ولم يكن يصنع ذلك بشئ من ثيابه غير الخز.
عن قتيبة بن محمد قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): إنا نلبس الثوب الخز وسداه أبريسم، قال: لا بأس بالابريسم إذا كان معه غيره، قد أصيب الحسين (عليه السلام) وعليه جبة خز سداها أبريسم. قلت: إنا نلبس هذه الطيالسة البربرية وصوفها ميت، قال: ليس في الصوف روح، ألا ترى أنه يجز ويباع وهو حي ؟
عن الحسن بن علي، عنه قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يلبس ثوبين في الصيف يشتريان له بخمسمائة دينار، ويلبس في الشتاء المطرف الخز ويباع في الصيف بخمسين دينارا ويتصدق بثمنه.
عن محمد بن مسعدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي يلبس الثوب الخز بخمسمائة درهم فإذا حال عليه الحول تصدق به، فقيل له: لو بعته وتصدقت بثمنه، قال: أبيع ثوبا قد صليت فيه ؟ !
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن جلود الخز ؟ وأنا حاضر، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس به بأس، فقال له الرجل: جعلت فداك هي من بلادي وإنما هي كلاب تخرج من الماء، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فإذا خرجت من الماء تعيش وهي خارج في البر ؟ قال: لا، قال: ليس به بأس.
من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن علي بن أبي عمران قال: خرج الحسين ابن علي (عليه السلام) ـ وعلي (عليه السلام) في الرحبة ـ وعليه قميص خز وطوق من ذهب، فقال: هذا إبني ؟ قالوا: نعم، فدعاه فشقه عليه وأخذ الطوق فقطعه قطعا.
(في لبس الحلة)
عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بحلل فيها حلة (1) جيدة، فقال الحسين (عليه السلام): أعطني هذه، فأبى وقال: اعطيك مكانها حلتين، فأبى وقال: هي خير من ذلك، فقال: اعطيك مكانها ثلاث حلل،
ـــــــــــــــ
(1) الحلة ـ بالضم ـ : كل ثوب جديد، والجمع حلل. وقيل: إزار ورداء من برد او غيره.
[ 107 ]
قال: هي خير من ذلك، فقال: أربعا، حتى بلغ خمسا فأعطاه إياها، ثم قال: أما انك تلبسها فيقال: ابن أمير المؤمنين، ثم تلبسها فتوسخ فتفسدها وأكسو بهذه الخمس حلل خمسة من المسلمين.
(في لبس الحرير والديباج)
عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: أتى أسامة بن زيد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه ثوب حرير، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هذا لباس من لا خلاق (1) له، ثم أمره فشقه خمرا بين نسائه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يصلح لبس الحرير والديباج للرجال، فأما بيعه فلا بأس به.
عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام أنه سئل عن لبس الحرير والديباج ؟ فقال: أما في الحرب فلا بأس وإن كان فيه تماثيل.
من كتاب زهد أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن علي بن عمران قال: خرج الحسين ابن علي (عليه السلام) وعلي (عليه السلام) في الرحبة إلى آخر الحديث.
عن عمرو أو عمر بن نعجة السكوني قال: أتى علي (عليه السلام) بدابة دهقان ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: " بسم الله "، فلما وضع يده على القربوس (2) يده [ عن الصفة ] فقال: أديباج هي ؟ قالوا: نعم، فلم يركب حين أنبئ أنه ديباج.
(في لبس القسي وغيره)
عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عليا (عليه السلام) قال: نهاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ولا أقول نهاكم ـ عن لبس القسي (3) والتختم بالذهب وأن أركب على مثيرة حمراء وأن أقرأ وأنا راكع.
ـــــــــــــــ
(1) الخلاق: النصيب.
(2) القربوس: قسمة المقوس المرتفع من قدام السرج ومن مؤخره أي حنو السرج.
(3) القسي منسوب إلى قس ـ بالفتح وقد يكسر ـ : موضع بمصر.
[ 108 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق