الاثنين، 17 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل الثالث: في لبس أنواع اللباس مع اختلاف ألوانها

الفصل الثالث
في لبس أنواع اللباس مع اختلاف ألوانها
(في لبس الثياب البيض)
عن أبي عبد الله، عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال: البسوا من القطن فإنه لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولباسنا، ولم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة.
وقال (عليه السلام): إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

[ 103 ]
وعنه (عليه السلام) قال: الكتان من لباس الانبياء.
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس من ثيابكم شئ أحسن من البياض فالبسوه وكفنوا فيه موتاكم
(في لبس الاسود)
عن سليمان بن رشيد، عن أبيه قال: رأيت على أبي الحسن (عليه السلام) دراعة سوداء وطيلسانا أزرق (1).
عن أبي ظبيان الجنبي قال: خرج علينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ونحن في الرحبة وعليه خميصة سوداء (2).
عن الحسين بن المختار قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): يحرم الرجل في الثوب الاسود، فقال: لا يجوز في الثوب الاسود ولا يكفن به الميت.
(في لبس الاصفر والمزعفر)
عن أبي ظبيان الجنبي قال: خرج علينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ونحن في الرحبة وعليه إزار أصفر وخميصة سوداء وبرجليه نعلان وبيده عنزة (3).
عن زرارة قال: خرج أبوجعفر (عليه السلام) يصلي على بعض أطفالهم وعليه جبة خز صفراء وعمامة خز صفراء ومطرف (4) خز أصفر.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شئ أحسن على الكعبة من الرياط (5) السابري المصبوغ بالزعفران.
ـــــــــــــــ
(1) دراعة، بالضم فالتشديد، جبة مشقوقة المقدم ولا يكون إلا من صوف كالمدرعة.
(2) الخميصة، مؤنث الخميص: كساء أسود مربع له علمان فان لم يكن معلما فليس بخميصة. وأبوظبيان الجنبي، منسوب إلى جنب بطن من العرب وقيل: حي من اليمن، كان من أصحاب علي (عليه السلام).
(3) العنزة ـ بالتحريك ـ : رميح بين العصا والرمح، أطول من العصا وأقصر من الرمح.
(4) المطرف: رداء من خز ذو أعلام.
(5) الرياط، جمع ريطة: الملاءة إذا كانت قطعته واحدة ونسجا واحدا ولم تكن لفقين أي قطعتين وإذا كانت لفقين فهي ملاءة. ويطلق أيضا على كل ثوب يشبه الملحفة وكل ثوب لين. والسابري: درع دقيقة النسج محكمة وثوب رقيق جيد.
[ 104 ]
(في لبس المعصفر)
عن عبد الله بن عطا قال: رأيت على أبي جعفر (عليه السلام) ملحفة حمراء مشبعة قد أثرت في جلده، فقلت: ما هذا ؟ فقال: ملحفة المرأة.
عن الحكم بن عيينه قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وعليه ملحفة مصبوغة بعصفر قد نفض صبغها على عاتقه، قال: فنظرت إليها، فقال: يا حكم ما تقول في هذا ؟ قلت: إنا لنعيب الشاب [ المراهق ] عندنا مثل هذا، فأي شئ أقول وهي عليك ؟ فقال: يا حكم " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " يا حكم إني حديث عهد بعرس.
وعنه (عليه السلام) قال: ما زال لبس الاحمر المفدم (1) يكره إلا بعرس.
عن مالك قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وعليه ملحفة حمراء شديدة الحمرة فتبسمت حين دخلت، فقال: إني أعلم لم ضحكت ؟ ضحكت من هذا الثوب علي إن الثقفية أكرهتني على لبسها، ثم قال: إنا لانصلي في هذا، فلا تصلوا في المصبغ المضرج (2). ثم دخلت عليه بعد فسألته عن الثقفية ؟ قال: طلقتها، إني خلوت بها فإذا هي تتبرأ من علي (عليه السلام)، فلم يسعني أن امسكها وهي تتبرأ من علي (عليه السلام).
عن الحكم بن عيينه قال: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وعليه إزار أحمر، قال: فأحددت النظر إليه، فقال: يا أبا محمد إن هذا ليس به بأس، ثم تلا " قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " (3).
(في لبس الوردي والعدسي والازرق والاخضر)
عن الحسن الزيات قال: رأيت على أبي جعفر (عليه السلام) ملحفة وردية.
عن محمد بن علي قال: رأيت على أبي الحسن (عليه السلام) ثوبا عدسيا (4).
ـــــــــــــــ
(1) المفدم: المشبع حمرة، كأنه لتناهي حمرته كالممتنع من قبول زيادة الصبغ.
(2) المضرج: المصبوغ بالحمرة والمتلطخ بها.
(3) سورة الاعراف: آية 30
(4) كان يشبه لون العدس.
[ 105 ]
عن سليمان بن رشيد، عن أبيه قال: رأيت على أبي الحسن (عليه السلام) طيلسانا أزرق. عن أبي العلاء قال: رأيت على أبي عبد الله (عليه السلام) بردا أخضر وهو محرم.
عن أبان بن تغلب قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في آخر يوم من شهر رمضان بعد العصر، فقال لي: يا أبان إن جبريل (عليه السلام) نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر يوم من شهر رمضان بعد العصر، فلما صعد إلى السماء دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة عليها السلام ـ وكانت إذا سمعته أجابته ـ فأجابته في عباءة محتجزة (1) بنصفها والنصف الاخر على رأسها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ادع زوجك عليا، فدعته فاطمة فأجلسه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن يمينه، ثم أخذ كفه فوضعها في حجره، وأجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة عليها السلام عن يساره وأخذ كفها فوضعها في حجره، ثم قال لهما: ألا أخبر كما بما أخبرني به جبريل (عليه السلام) ؟ قالا: بلى يا رسول الله، قال: أخبرني أني عن يمين العرش يوم القيامة وأن الله كساني ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي، وأنك يا علي عن يمين العرش وأن الله كساك ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي، وأنك يا فاطمة عن يمين العرش وأن الله كساك ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي، قال: فقلت: جعلت فداك فإن الناس يكرهون الوردي، قال: يا أبان إن الله لما رفع المسيح (عليه السلام) إلى السماء رفعه إلى جنبه فيها سبعون غرفة وأنه كساه ثوبين أحدهما أخضر والاخر وردي، قال: قلت: جعلت فداك أخبرني بنظيره من القران ؟ قال: يا أبان إن الله يقول: " فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان " (2).
ــــــــــــــ
(1) إحتجز بالازار: شده على وسطه.
(2) سورة الرحمن: آية 37.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق