الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الباب التاسع الفصل الثامن: في نوادر السفر

الفصل الثامن
(في نوادر السفر)
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي، إذا سافرت فلا تنزل الاودية، فإنها مأوى السباع والحيات.
من كتاب المحاسن ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل، فقيل له: خير، قالوا: يا رسول الله خرج معنا حاجا، فإذا نزلنا لم يزل يهلل حتى نرتحل، فإذا ارتحلنا لم يزل يذكر الله حتى ننزل، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فمن كان يكفيه علف ناقته وصنع طعامه ؟ قالوا: كلنا، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كلكم خير منه.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في سفر يسير على ناقة إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب قالوا: يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه ؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم، استقبلني جبريل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عزوجل فسجدت لله شكرا، لكل بشرى سجدة.
عن إسحاق بن عمار قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يحدث نفسه، ثم إستقبل القبلة فسجد طويلا، ثم ألزق خده الايمن بالتراب طويلا، قال: ثم مسح وجهه ثم ركب، فقلت له: بابي أنت وأمي لقد صنعت شيئا ما رأيته قط، قال: يا إسحاق إني ذكرت نعمة من نعم الله عزوجل علي فأحببت أن أذلل نفسي، ثم قال: يا إسحاق ما أنعم الله على عبده بنعمة فشكرها بسجدة يحمد الله فيها ففرغ منها حتى يؤمن له بالمزيد من الدارين.
[ 265 ]
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم وليطرفهم ولو حجارة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أعيا أحدكم فليهرول.
عن الصادق (عليه السلام) قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): لا تماكس (1) في أربعة أشياء: في شراء الاضحية وفي الكفن وفي ثمن نسمه وفي الكري إلى مكة. وكان يقول علي بن الحسين عليهما السلام لقهرمانه (2) إذا أراد أن يشري حوائج الحج: اشتر ولا تماكس.
عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من الغيبة حتى يؤذنهم.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): السفر قطعة من العذاب، فإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الاياب إله أهله.
قال الصادق (عليه السلام): سير المنازل ينفد الزاد ويسئ الاخلاق ويخلق الثياب (3). والسير ثمانية عشر [ فرسخا أقله ].
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ضللتم الطريق فتيامنوا.
وقال الصادق (عليه السلام): إن على ذروة كل جسر شيطانا، فإذا انتهيت إليه فقل: " بسم الله " يرحل عنك.
عن الرضا (عليه السلام) سئل عنه عن السرج واللجام وفيه الفضة، أيركب به ؟ فقال (عليه السلام): إن كان مموها (4) لا يقدر على نزعه فلا بأس وإلا فلا يركب به.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره من الغم والهم في الدنيا [ والاخرة ] ونفس عنه كربة العظيم " يوم يعض الظالم على يديه ".
عن يعقوب بن سالم قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): تكون معي الدراهم فيها.
ـــــــــــــــ
(1) المماكسة: استحطاط الثمن، يقال: تماكس الرجلان في البيع أي تشاحا وأراد كل منهما أن يستأثر به.
(2) القهرمان: أمين الدخل والخرج أو الوكيل.
(3) اخلق الثوب: صيره باليا.
(4) المموه: الممزوج والمخلوط من موه الشئ، بالتشديد: طلاه بماء الذهب والفضة ونحوهما.
[ 266 ]
تماثيل وأنا محرم، أفأجعلها في همياني وأشده في وسطي ؟ قال: لا بأس، هي نفقتك وعليها اعتمادك بعد الله عزوجل.
وعنه (عليه السلام) قال: إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها (1).
عن نصر الخادم قال: نظر العبد الصالح أبوالحسن موسى بن جعفر عليهما السلام إلى سفرة عليها حلق صفر (2)، فقال: انزعوا هذه واجعلوا مكانها حديدا فإنه لا يقدم على شئ مما فيها من الهوام.
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس فيه خنى (3). من المحاسن، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم والتعريس (4) على ظهر الطريق وبطون الاودية، فإنها مدارج السباع ومأوى الحيات.
وقال الصادق (عليه السلام): إنك ستصحب أقواما فلا تقل: انزلوا ههنا ولا تنزلوا ههنا، فإن فيهم من يكفيك.
ـــــــــــــــ
(1) تنوق وتنيق في مطعمه أو ملبسه أو اموره، من باب تصرف: تجود وبالغ فيها.
(2) الحلق، بفتحتين: جمع حلقة. والصفر، بالضم: الذهب، والنحاس الاصفر.
(3) الخنى: الفحش من القول. وفي بعض السنخ " خنا ".
(4) التعريس: نزول المسافر في الليل للاستراحة والنوم، يقال: عرس القوم: نزلوا من السفر في آخر الليل للاستراحة ثم ارتحلوا.
[ 267 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق