الفصل
الثاني
(فيما
يتعلق باليوم والليلة من الادعية
المختارة)
(في الادعية المخصوصة بأعقاب الفرائض)
قد ورد في الاخبار:
أن من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها
السلام في دبر الفريضة قبل أن يثني رجليه
غفر له.
وروي أن أمير
المؤمنين (عليه السلام) قال لرجل من بني
سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليها
السلام، أنها كانت عندي فاستقت بالقربة
حتى أثر في صدرها وطحنت بالرحى حتى مجلت
يداها (1) وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها
وأوقدت تحت القدر حتى تدخنت ثيابها
فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو
أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت
فيه من هذا العمل، فأتت النبي (صلى الله
عليه وآله وسلم) فوجدت عنده (صلى الله
عليه وآله وسلم) حداثا فاستحيت فانصرفت،
فعلم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنها جاءت
لحاجة فغدا علينا ونحن في لفاعنا (2) فقال:
السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا
لمكاننا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا
إن لم نرد عليه أن ينصرف وقد كان يفعل ذلك
يسلم ثلاثا فإن أذن له وإلا انصرف، فقلت:
وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل
وجلس عند رؤوسنا فقال: يا فاطمة ما كانت
حاجتك أمس عند محمد ؟ فخشيت إن لم تجبه أن
يقوم فأخرجت رأسي فقلت: أما والله أخبرك
يا رسول الله أنها استقت بالقربة حتى
أثرت في صدرها وجرت بالرحى حتى مجلت
يداها وكسحت البيت حتى أغبرت ثيابها
وأوقدت تحت القدر حتى دخنت ثيابها، فقلت
لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يقيك حر
ما أنت
(1) مجلت
يداها أي نفطت وقرحت من العمل وظهر فيها
المجل وهو أن يكون بين الجلد واللحم ماء
من كثرة العمل. والمقلة: قشرة رقيقة يجتمع
فيها ماء من العمل بالاشياء الصلبة.
(2) اللفاع ـ
بالكسر ـ : الملحقة والكساء. وفي بعض
السنخ لحافنا.
[
280 ]
فيه من هذا العمل،
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا
أدلكما على ما هو خير لكما من الخادم إذا
أخذتما منامكما، فكبرا أربعا وثلاثين
تكبيرة وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة:
وأحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة، فأخرجت
فاطمة عليها السلام رأسها فقالت: رضيت عن
الله ورسوله ثلاث مرات.
من مسموعات السيد
ناصح الدين أبي البركات المشهدي، روى
أبوخالد القماط قال: سمعت الصادق (عليه
السلام) يقول: تسبيح فاطمة عليها السلام
في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من الف
ركعة في كل يوم.
وقال (عليه السلام):
من سبح تسبيح فاطمة عليها السلام قبل أن
يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر له ويبدأ
بالتكبير.
عن الكاظم (عليه
السلام) قال: المؤمن لا يخلو من خمسة:
مسواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع
وثلاثون حبة وخاتم عقيق.
روى إبراهيم بن
محمد الثقفي أن فاطمة عليها السلام بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانت
مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود عليه عدد
التكبيرات، فكانت عليها السلام تديرها
بيدها تكبر وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد
المطلب سيد الشهداء فاستعملت تربته
وعملت المسابيح فاستعملها الناس، فلما
قتل الحسين (عليه السلام) عدل بالامر إليه
فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل
والمزية.
في كتاب الحسن بن
محبوب، أن أبا عبد الله (عليه السلام) سئل
عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة
والحسين (عليه السلام) والتفاضل بينهما ؟
فقال: السبحة التي من طين قبر الحسين (عليه
السلام) تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح.
وروي أن الحور العين ـ إذا أبصرن بواحد من
الاملاك يهبط إلى الارض لامر ما ـ
يستهدين من السبح والترب من طين قبر
الحسين (عليه السلام).
روي عن النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم) أنه قال: من أحب أن
يخرج من الدنيا وقد تخلص من الذنوب كما
يتخلص الذهب الذي لا كدر فيه ولا يطلبه
أحد بمظلمة فليقل في دبر الصلوات الخمس
نسبة الرب تبارك وتعالى اثني عشر مرة، ثم
يبسط يده ويقول: " اللهم إني أسألك
باسمك المكنون المخزون الطاهر الطهر
المبارك وأسألك باسمك العظيم
[ 281 ]
وسلطانك القديم،
يا واهب العطايا ويا مطلق الاسارى يا
فكاك الرقاب من النار أسألك أن تصلي على
محمد وآل محمد وأن تعتق رقبتي من النار
وتخرجني من الدنيا سالما وتدخلني الجنة
آمنا وأن تجعل دعائي أوله فلاحا وأوسطه
نجاحا وآخره صلاحا، إنك أنت علام الغيوب
". قال أمير المؤمنين (عليه السلام: هذا
من المخبيات مما علمني رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم) وأمرني أن أعلم
الحسن والحسين عليهما السلام.
(دعاء آخر عن النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم))
روي أنه من دعا به
عقيب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره
وماله وولده وهو: " اللهم اغفر لي ما
قدمت وما أخرت وما أعلنت وما أسررت
وإسرافي على نفسي وما أنت أعلم به مني،
اللهم أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا
أنت بعلمك الغيب وبقدرتك على الخلق
أجمعين، اللهم ما علمت الحياة خيرا لي
فأحييني وتوفني إذا علمت الوفاة خيرا لي،
اللهم إني أسألك خشيتك في السر والعلانية
وكلمة الحق في الغضب والرضا والقصد في
الفقر والغنى، وأسألك نعيما لا ينفد وقرة
عين لا تنقطع وأسألك الرضا بالقضاء وبرد
الموت بعد العيش ولذة النظر إلى وجهك
وشوقا إلى رؤيتك ولقائك من غير ضراء مضرة
ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الايمان
واجعلنا هداة مهتدين، اللهم اهدنا فيمن
هديت، اللهم إني أسألك عزيمة الرشاد
والثبات في الامر والرشد وأسألك شكر
نعمتك وحسن عافيتك وأداء حقك وأسألك يا
رب قلبا سليما ولسانا صادقا وأستغفرك لما
تعلم وأسألك خير ما تعلم وأعوذ بك من شر
ما تعلم فإنك تعلم ولا تعلم وأنت علام
الغيوب.
(دعاء
آخر)
قال الصادق (عليه
السلام): من قال هذه الكلمات عند كل صلاة
مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده،
وهي: " أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي
وداري وكل ما هو مني بالله الواحد الاحد
الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد وأجير نفسي ومالي وولدي وكل ما
هو مني " برب الفلق من شر ما خلق ومن شر
غاسق " إلى آخره و " برب الناس ملك
الناس " إلى آخره " وبالله الذي لا
إله إلا هو الحي القيوم " آية الكرسي
إلى آخرها.
[
282 ]
من مسموعات السيد
ناصح الدين أبي البركات، عن أمير
المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي: إقرأ في
دبر كل صلاة مكتوبة " آية الكرسي "،
فإنه لا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو
شهيد.
(دعاء آخر)
قال الصادق (عليه
السلام): أدنى ما يجزئ من الدعاء بعد
المكتوبة أن يقول: " اللهم صل على محمد
وآل محمد، اللهم إنا نسألك من كل خير أحاط
به علمك ونعوذ بك من كل شر أحاط به علمك،
اللهم إنا نسألك عافيتك في أمورنا كلها
ونعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة ".
(دعاء آخر)
عنه (عليه السلام)
قال: أتى جبرئيل (عليه السلام) إلى يوسف (عليه
السلام) وهو في السجن فقال له: يا يوسف قل
في دبر كل صلاة [ فريضة ]: " اللهم اجعل
لي من أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث
أحتسب ومن حيث لا أحتسب ".
(دعاء آخر)
وكان أبوجعفر (عليه
السلام) يقول في دبر كل صلاة: " اللهم
اهدني من عندك وأفض علي من فضلك وانشر علي
من رحمتك وأنزل علي من بركاتك ".
(دعاء آخر)
روي عن هلقام بن
أبي أنه قال: أتيت أبا إبراهيم (عليه
السلام) فقلت له: جعلت فداك علمني دعاء
جامعا للدنيا والاخرة وأوجزه، فقال (عليه
السلام): قل في دبر صلاة الفجر إلى أن تطلع
الشمس: " سبحان الله العظيم وبحمده،
أستغفر الله وأسأله من فضله "، قال
هلقام: ولقد كنت أسوأ أهل بيتي حالا فما
علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت
أن بيني وبينه قرابة وإني اليوم لمن أيسر
أهل بيتي وما ذلك إلا مما علمني مولاي
العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما السلام
(دعاء آخر)
" اللهم إني
أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأسألك
من خير ما أرجو وخير
[ 283 ]
ما لا أرجو وأعوذ
بك من شر ما أحذر ومن شر ما لا أحذر "،
واقرأ: " الحمد " و " آية الكرسي
" و " شهد الله " (1) و " آية
السخرة " [ إن ربكم الله الذي إلى آخرها
] (2) وقل ثلاث مرات: " سبحان ربك رب العزة
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله
رب العالمين " (3) وقل ثلاث مرات: "
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لي من
أمري فرجا ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب
ومن حيث لا أحتسب [ يا رب محمد وآل محمد صل
على محمد وآل محمد وعجل فرج محمد وآل محمد
واعتق رقبتي من النار ] ".
(دعاء آخر)
روي أن من دعاه
بهذا الدعاء عقيب كل فريضة وواظب على ذلك
عاش حتى يمل الحياة [ ويتشرف بلقاء صاحب
الامر عجل الله فرجه ] وهو: " اللهم صل
على محمد وآل محمد، اللهم إن رسولك
الصادق المصدق صلواتك عليه وآله قال: إنك
قلت: ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في
قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأنا
أكره مساءته، اللهم فصل على محمد وآل
محمد وعجل لاوليائك الفرج والنصر
والعافية ولا تسؤني في نفسي ولا في فلان
" قال: وتذكر من شئت.
(دعاء آخر)
يقول ثلاث مرات وهو
آخذ بلحيته بيده اليمنى ويده اليسرى
مبسوطة باطنها مما يلي السماء: " يا ذا
الجلال والاكرام صل على محمد وآل محمد
وأجرني من النار "، ثم يرفع يده اليمنى
ويجعل باطنها مما يلي السماء ويقول ثلاث
مرات: " يا عزيز يا كريم يا غفور يا رحيم
"، ثم يقلبها ويجعل ظاهرها مما يلي
السماء ويقول ثلاث مرات: " صل على محمد
وآل محمد وأجرني من العذاب الاليم "،
ثم يخفظهما ويقول: " صل على محمد وآل
محمد وفقهني في الدين وحببني إلى
المسلمين واجعل لي لسان صدق في الاخرين
ـــــــــــــــ
(1) سورة آل
عمران: آية 16.
(2) سورة
الاعراف: آية 52.
(3) سورة
الصافات: آية 180 و 181 و 182.
[
284 ]
وارزقني هيبة
المتقين، يا الله يا الله يا الله، أسألك
بحق من حقه عليك عظيم أن تصلي على محمد
وآل محمد وأن تستعملني بما عرفتني من حقك
وأن تبسط علي من حلال رزقك ".
(دعاء آخر)
" بسم الله
الرحمن الرحيم حسبي الله لديني وحسبي
الله لدنياي وحسبي الله لاخرتي وحسبي
الله لما أهمني وحسبي الله لمن بغى علي
وحسبي الله عند الموت وحسبي الله عند
مسألة القبر وحسبي الله عند الميزان
وحسبي الله عند الصراط وحسبي الله لا إله
هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ".
(دعاء آخر)
وهو من دعاء السر:
يا محمد من أراد من أمتك أن أرفع صلاته
مضاعفة فليقل خلف كل ما افترضت عليه مع
رفع يديه: " يا مبدئ الاسرار، يا مبين
الكتمان، يا شارع الاحكام، ويا بارئ
الانعام، ويا خالق الانام، ويا فارض
الطاعة، ويا ملزم الجماعة، ويا موجب
التعبد أسألك بحق تزكية كل صلاة زكيتها
له وبحق من زكيتها به أن تجعل صلاتي هذه
زاكية متقبلة بتقبلكها وتصييرك ديني بها
زاكيا وإلهامك قلبي حسن المحافظة عليها
حتى تجعلني من أهلها الذين ذكرتهم فيها
بالخشوع، أنت ولي الحمد كله فلا إله إلا
أنت فلك الحمد كله بكل حمد أنت له ولي،
وأنت ولي التوحيد كله فلا إله إلا أنت فلك
التوحيد كله بكل توحيد أنت له ولي، وأنت
ولي التهليل كله فلا إله إلا أنت فلك
التهليل كله بكل تهليل أنت له ولي، وأنت
ولي التكبير كله فلا إله إلا أنت فلك
التكبير كله بكل تكبير أنت له ولي، وأنت
ولي التسبيح كله فلا إله إلا أنت فلك
التسبيح كله بكل تسبيح أنت له ولي، رب عد
علي في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبلة،
إنك أنت السميع العليم " فإنه إذا قال
ذك رفعت صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ.
روى محمد بن مسلم
عن أحدهما عليهما السلام قال: الدعاء دبر
الصلاة المكتوبة أفضل من الدعاء دبر
التطوع كفضل المكتوبة على التطوع.
وروي عن الباقر
عليه السلام قال: الدعاء بعد الفريضة
أفضل من الصلاة تنفلا.
[ 285 ]
عن أبي الحسن
العسكري، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن
أبي طالب عليهم السلام أنه قال: من صلى
الله سبحانه وتعالى صلاة مكتوبة فله في
أثرها دعوة مستجابة.
(في
سجدة الشكر)
روى إسحاق بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
كان موسى بن عمران (عليه السلام) إذا صلى
لم يتفتل حتى يلصق خده الايمن بالارض
وخده الايسر بالارض.
وقال أبوجعفر (عليه
السلام): أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى
(عليه السلام): أتدرى لم اصطفيتك بكلامي
دون خلقي ؟ قال موسى (عليه السلام): لا يا
رب، قال تعالى: يا موسى إني قلبت عبادي
ظهرا لبطن فلم أجد فيهم أحدا أذل لي نفسا
منك، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على
التراب.
وقال الصادق (عليه
السلام): إن العبد إذا سجد فقال: " يا رب
يا رب يا رب " حتى ينقطع نفسه قال له
الرب تبارك وتعالى: " لبيك، ما حاجتك
" ؟.
عن مرازم (1) عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سجدة الشكر
واجبة على كل مسلم تتم بها صلاتك وترضى
بها ربك وتعجب الملائكة منك، وإن العبد
إذا صلى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تبارك
وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة
فيقول: يا ملائكتي انظروا إلى عبدي، أدى
فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شاكرا على ما
أنعمت به عليه، يا ملائكتي ماذا له ؟ قال:
فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك، ثم يقول
الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا له، فتقول
الملائكة: يا ربنا له جنتك، فيقول الرب
تبارك وتعالى: ثم ماذا له ؟ فتقول
الملائكة: كفاية مهمة، فيقول الرب تبارك
وتعالى: ثم ماذا له ؟ قال: فلا يبقى شئ من
الخير إلا قالته الملائكة، فيقول الله
تبارك وتعالى: يا ملائكتي ثم ماذا له ؟
فتقول الملائكة: يا ربنا لا علم لنا، قال:
فيقول الله تبارك وتعالى: أشكر له كما شكر
لي وأقبل عليه بفضلي وأريه وجهي.
وكان علي بن الحسين
عليهما السلام يقول في سجوده: " اللهم
إن كنت قد عصيتك
ـــــــــــــــ
(1) هو مرازم
بن حكيم الازدي المدائني مولى الازد من
أصحاب الصادق والكاظم عليهما السلام،
ثقة وله كتاب.
[ 286 ]
فإني قد أطعتك في
أحب الاشياء إليك وهو الايمان بك منا علي
لا منا مني عليك وتركت معصيتك في أبغض
الاشياء إليك وهو أن أدعو لك ولدا وأدعو
لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك،
وعصيتك في أشياء على غير وجه مكابرة ولا
معاندة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحودا
لربوبيتك ولكن اتبعت هواي واستزلني
الشيطان بعد الحجة والبرهان، فإن تعذبني
فبذنوبي غير ظالم وإن تغفر لي وترحمني
فبجودك يا أرحم الراحمين ".
وفي رواية إبراهيم
بن عبد الحميد أن الصادق (عليه السلام)
قال لرجل: إذا أصابك هم فامسح يدك على
موضع سجودك ثم أمر يدك على وجهك من جانب
خدك الايسر وعلى جبهتك إلى جانب خدك
الايمن ثم قل: " بسم الله الذي لا إله
إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن
الرحيم، اللهم اذهب عني الهم والحزن
ثلاثا.
وروي أن من قال وهو
ساجد: " يا رباه يا سيداه " حتى ينقطع
نفسه أجيب: سل حاجتك.
وكان بعض الصادقين
عليهم السلام يقول في سجوده: " سجدت لك
يا رب طالبا من ثوابك، سجدت لك يا رب
هاربا من عقابك، سجدت لك يا رب خائفا من
سخطك، ثم يقول: " يا الله يا رباه يا
الله يا رباه " حتى ينقطع النفس، ثم
يدعو.
وروي عن الصادق (عليه
السلام) أنه قال: مر رسول الله (صلى الله
عليه وآله وسلم) برجل وهو ساجد ويقول: "
يا رب ماذا عليك أن ترضى كل من كان له عندي
تبعة وأن تغفر لي ذنوبي وأن تدخلني الجنة
برحمتك، فإنما عفوك عن الظالمين وأنا من
الظالمين فلتسعني رحمتك يا أرحم
الراحمين "، فقال له رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم): إرفع رأسك فقد
استجيب لك، إنك دعوت بدعاء نبي كان على
عهد عاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق