الفصل
الثاني
(في
إفتتاح السفر بالصدقة وغيرها)
عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
قال: تصدق واخرج أي يوم شئت.
عن حماد بن عثمان
قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام):
أيكره السفر في شئ من الايام المكروهة
مثل يوم الاربعاء وغيره ؟ فقال: افتتح
سفرك بالصدقة واخرج إذا بدا لك. واقرأ آية
الكرسي واحتجم إذا بدا لك.
عن إبن أبي عمير (1)
قال: كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف
الطالع فيدخلني من ذلك شئ، فشكوت ذلك إلى
أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام،
فقال: إذا وقع في نفسك شئ فتصدق على أول
مسكين، ثم امض، فإن الله عز وجل يدفع عنك.
عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع
الله عنه نحس ذلك اليوم.
من كتاب المحاسن،
عن عبد الله بن سليمان، عن أحدهما عليهما
السلام قال: كان أبي إذا خرج يوم الاربعاء
أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره
تصدق بصدقة، ثم خرج.
عن أبي عبد الله (عليه
السلام) قال: من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع
الله عنه نحس ذلك اليوم.
عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن
الحسين عليهما السلام إذا أراد الخروج
إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله
عزوجل بما تيسر له ويكون
ـــــــــــــــ
(1) هو أبوأحمد محمد
بن زياد بن عيسى الازدي من أصحاب الاجماع
وأدرك الامام السابع والثامن والتاسع
عليهم السلام، توفي سنة 217 هـ.
[ 243 ]
ذلك إذا وضع رجله
في الركاب. وإذا سلمه الله وانصرف حمد
الله عز وجل وشكره وتصدق بما تيسر له.
وعنه (عليه السلام)
قال: إذا أردت سفرا فاشتر سلامتك من ربك
بما طابت به نفسك، ثم تخرج وتقول: "
اللهم إني أريد سفر كذا وكذاو إني قد
اشتريت سلامتي في سفري هذا بهذا "
وتضعه حيث يصلح. وتفعل مثل ذلك إذا وصلت
شكرا.
(في
حمل العصا)
من كتاب الفردوس،
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى
الله عليه وآله وسلم): أيعجز أحدكم أن
يتخذ في يده عصا في أسفله عكازة (1)، يدعم
عليها إذا أعيا ويجر بها الماء ويميط بها
الاذى عن الطريق ويقتل بها الهوام ويقاتل
بها السباع ويتخذها قبلة بأرض فلاة.
وعنه (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله
وسلم): حمل العصا علامة المؤمن وسنة
الانبياء عليهم السلام.
عن أم سلمة قالت:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
المشي بالعصا من التواضع ويكتب له بكل
خطوة ألف حسنة ويرفع له ألف درجة.
قال أمير المؤمنين
(عليه السلام): من خرج في سفر ومعه عصا لوز
مر وتلا هذه الاية: " ولما توجه تلقاء
مدين قال عيسى ربي أن يهديني سواء السبيل
" إلى قوله: " والله على ما نقول وكيل
" (2) أمنه الله من كل سبع ضار ومن كل لص
عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله
ومنزله وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات
يستغفرون له حتى يرجع ويضعها. وقال (عليه
السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم): حمل العصا ينفي الفقر ولا
يجاوره الشيطان.
وقال النبي (صلى
الله عليه وآله وسلم): من أراد أن تطوي له
الارض فليتخذ عصا من النقد. (والنقد عصا
لوز مر) (3).
ـــــــــــــــ
(1) العكاز
والعكازة ـ كتفاح وتفاحة ـ : عصا ذات زج في
أسفلها، يتوكأ عليها الرجل. والزج ـ
بالضم فالتشديد ـ : الحديدة التي في أسفل
الرمح، ويدعم عليها أي يتكأ عليها.
(2) سورة
القصص: آية 21. والحمة ـ بالضم فالتخفيف
كصرد وأصله يائي ـ : السم.
(3) النقد ـ
بفتحتين أو بضمتين ـ : ضرب من الشجر أي
الشجر اللوز.
[
244 ]
وقال (صلى الله
عليه وآله وسلم): تعصوا، فإنها من سنن
إخواني النبيين عليهم السلام. وكانت بنوا
إسرائيل، الصغار والكبار يمشون على
العصا حتى لا يختالوا في مشيهم.
(في
التعمم تحت الحنك)
من ثواب الاعمال،
عن الصادق (عليه السلام) قال: ضمنت لمن
يخرج من بيته متعمما تحت حنكه أن يرجع
إليه سالما.
وعنه (عليه السلام)
قال: من خرج في سفر فلم يدر العمامة تحت
حنكه فأصابه ألم لا دواء له فلا يلومن إلا
نفسه.
عن أبي الحسن (عليه
السلام) قال: أنا الضامن لمن خرج يريد
سفرا متعمما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق
والغرق والحرق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق