الاثنين، 8 ديسمبر 2014

الباب الثامن الفصل العاشر: في نوادر النكاح

الفصل العاشر
(في نوادر النكاح)
عن الصادق (عليه السلام) قال: انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سرية كان اصيب فيها كثير من المسلمين، فاستقبلته النساء يسألن عن قتلاهن، فدنت منهن امرأة فقالت: يا رسول الله ما فعل فلان ؟ قال: وما هو منك ؟ فقالت: أخي، فقال: أحمدي الله واسترجعي فقد استشهد، ففعلت ذلك ثم قالت: يا رسول الله ما فعل فلان ؟ فقال: وما هو منك ؟ قالت: زوجي، قال: احمدي الله واسترجعي فقد استشهد، فقالت: واذلاه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كنت أظن أن المرأة تجد بزوجها [ هذا كله ] حتى رأيت هذه المرأة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): صلاة المرأة وحدها في بيتها كفضل صلاتها في الجامع خمسا وعشرين درجة.
وعنه (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى خص رسوله بمكارم الاخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كان فيكم منها شئ فاحمدوا الله عزوجل وارغبوا إليه في الزيادة منها، وذكر منها عشرة: اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة.
[ 233 ]
وعنه (عليه السلام) فتذاكروا الشؤم عنده، فقال (عليه السلام): الشؤم في الثلاثة: المرأة والدابة والدار، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها وعقوق زوجها. وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها. وأما الدار فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها.
وعنه (عليه السلام) قال: قيل لعيسى بن مريم عليها السلام: ما لك لا تتزوج ؟ قال: وما أصنع بالتزوج ؟ قالوا: يولد لك، قال: وما أصنع بالاولاد، إن عاشوا فتنوا وإن ماتوا أحزنوا.
عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام قال: ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الجهاد، فقالت امرأة: يا رسول الله ما للنساء من هذا شئ ؟ فقال: بلى، للمرأة ما بين حملها إلى وضعها ثم إلى فطامها من الاجر كالمرابط في سبيل الله، فإن هلكت فيما بين ذلك كان لها مثل منزلة الشهيد.
عن الباقر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام إذا حضرت ولادة المرأة قال: أخرجوا من في البيت من النساء، لا تكون المرأة أول ناظر إلى عورته.
عن معاذ (1)، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى كره لكم أيتها الامة نيفا وعشرين خصلة ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة. وكره المن في الصلات. وكره الضحك بين القبور. وكره التطلع في الدور. وكره النظر إلى فروج النساء " وقال: يورث العمى ". وكره الكلام عند الجماع " وقال: يورث الخرس ". وكره النوم قبل العشاء الاخرة. وكره الحديث بعد العشاء الاخرة. وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر. وكره المجامعة تحت السماء. وكره دخول الانهار إلا بمئزر " وقال: في الانهار عمار وسكان من الملائكة ". وكره دخول الحمامات إلا بمئزر. وكره الكلام بين الاذان والاقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة. وكره ركوب البحر في هيجانه. وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر " وقال: من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة ". وكره أن ينام الرجل وحده. وكره أن يغشى امرأته وهي حائض، فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من إحتلامه
ـــــــــــــــ
(1) ولعل هو معاذ بن كثير الكسائي الكوفي، المعروف بمعاذ بياع الاكيسة أو بياع الكرابيس، كان من شيوخ أصحاب الصادق (عليه السلام) ومن خواصه وثقاته.
[ 234 ]
الذي رأى، فإن فعل وخرج الولد مجذوما فلا يلومن إلا نفسه. وكره أن يتكلم الرجل مجذوما إلا وبينهما قدر ذراع " وقال: فر من المجذوم كفرارك من الاسد ". وكره البول على شاطئ نهر جار. وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت ـ يعني أثمرت ـ . وكره أن ينتعل الرجل وهو قائم. وكره أن يدخل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار. وكره النفخ في الصلاة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أكثر أهل الجنة من المستضعفين النساء، علم الله ضعفهن فرحمهن.
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لابي عبد الله (عليه السلام): أينظر المملوك إلى شعر مولاته ؟ قال: نعم، وإلى ساقها.
من كتاب مجمع البيان، عن الصادق (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على فاطمة عليها السلام وعليها كساء من ثلة الابل وهي تطحن بيدها وترضع ولدها، فدمعت عينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أبصرها، فقال: يا بنتاه تعجلي مرارة الدنيا بحلاوة الاخرة فقد أنزل الله علي " ولسوف يعطيك ربك فترضى " (1). " الثلة: الصوف والوبر، عن الزهري " (2).
من كتاب اللباس، عن محمد بن إسحاق، عن الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: أيجوز للرجل الخصي أن يدخل على نسائنا يناولهن الوضوء فيرى من شعورهن ؟ قال: لا.
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على الشابة منهن وقال: أتخوف أن يعجبني صوتها فيدخل علي من الاثم أكثر مما أطلب من الاجر.
وسأل أبوبصير (3) أبا عبد الله (عليه السلام): هل يصافح الرجل المرأة ليست بذي محرم ؟ قال: لا، إلا من وراء الثوب.
ـــــــــــــــ
(1) سورة الضحى: آية 5.
(2) ولعله هو أبومنصور محمد بن أحمد الازهري الهروي اللغوي صاحب كتاب " التهذيب " في اللغة وغيره وكان رأسا في اللغة عارفا بالحديث، ورد بغداد وأسرته القرامطة فسكن البادية وبقي فيهم دهرا طويلا فاستفاد من محاورتهم ألفاظا جمة ونوادر كثيرة، توفي سنة 37.
(3) أبوبصير المشهور على ألسنة أصحاب الفن يطلق على جماعة أشهرها: ليث بن البختري، وعبد الله ابن محمد الاسدي، وأبومحمد يحيى بن القسم الاسدي، وهم ثقاة.
[ 235 ]
وعنه (عليه السلام) سأله الساباطي (1) عن النساء: كيف يسلمن إذا دخلن على القوم ؟ قال: المرأة تقول: عليكم السلام.
والرجل يقول: السلام عليكم. وعنه، عن علي عليهما السلام قال: ما كثر شعر رجل قط إلا قلت شهوته.
عن محمد بن إسحاق قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام): أتدري من أين صار مهور النساء أربعة آلاف درهم ؟ قلت: لا، قال: إن ام حبيبة بنت أبي سفيان كانت في الحبشة فخطبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فساق عنه النجاشي أربعة آلاف درهم، فمن ثم هؤلاء يأخذون به، فأما الاصل فاثنتا عشرة أوقية ونش (2).
عن السكوني بإسناده: إن عليا (عليه السلام) مر علي بهيمة وفحل يسفدها على ظهر الطريق (3) فأعرض (عليه السلام) بوجهه، فقيل له: لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال: إنه لا ينبغي أن يصنعوا ما يصنعون وهو من المنكر إلا أن يواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة.
عن الصادق (عليه السلام) قال: من نظر إلى امرأة فرفع بصره إلى السماء أو غمض بصره لم ترتد إليه بصره حتى يزوجه الله من الحور العين.
وقال (عليه السلام): أول النظرة لك، والثانية عليك، والثالثة فيها الهلاك.
عن الباقر (عليه السلام) قال: لا بأس أن ينظر الرجل إلى شعر امه أو اخته او ابنته.
من صحيفة الرضا، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: للمرأة عشر عورات إذا تزوجت سترت عورة [ واحدة ] وإذا ماتت سترت عوراتها كلها.
ـــــــــــــــ
(1) هو إسحاق بن عمار، له أصل وكان فطحي إلا أنه ثقة وأصله معتمد عليه، روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام.
(2) النش: النصف من كل شئ. والاوقية: جزء من أجزاء الرطل. وأم حبيبة هي رملة بنت أبي سفيان القرشية الاموية وإنما كنيت بابنتها حبيبة بنت عبيدالله بن جحمش، إنها أسلمت بمكة قديما وهاجرت إلى الحبشة مع زوجها عبيدالله بن جحمش الاسدي وتنصر هو بالحبشة ومات بها، وأبت ام حبيبة أن تتنصر وتثبت على إسلامها فزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي بالحبشة في سنة ست وماتت سنة أربع وأربعين.
(3) سفد الذكر أنثاه سفادا ـ بالكسر ـ : جامعها. والسكوني: لقب إسماعيل بن أبي زياد مسلم السكوني الكوفي، قاضي الموصل من أصحاب الصادق (عليه السلام).
[ 236 ]
من كتاب المحاسن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال موسى (عليه السلام): يا رب أي الاعمال أفضل عندك ؟ قال: حب الاطفال، فإني فطرتهم على توحيدي فإن أمتهم أدخلتهم جنتي برحمتي.
من كتاب المحاسن، عن الصادق عليه السلام قال: أقذر الذنوب ثلاثة: قتل البهيمة وحبس مهر المرأة ومنع الاجير أجره.
من كتاب نوادر الحكمة، عن علي (عليه السلام) قال: لا تغالوا في مهور النساء فيكون عداوة.
عن ابن أبي يعفور (1)، عن الصادق (عليه السلام) قال: قلت إني أردت أن أتزوج امرأة وإن أبوي أراد غيرها، قال: تزوج الذي هويت ودع التي هوى أبواك.
وعنه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من من امرأة تصدقت على زوجها بمهرها قبل أن يدخل بها إلا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة، قيل: يا رسول الله فكيف الهمة بعد الدخول ؟ فقال: إنما ذلك من المودة والالفة.
عن الحسين بن المختار يرفعه قال: إن سلمان رضي الله عنه تزوج امرأة غنية فدخل فإذا البيت فيه الفرش، فقال رضي الله عنه: إن بيتكم لحرم أو قد تحولت فيه الكعبة، قال: فإذا جارية مختمة، فقال: لمن هذه ؟ فقالوا لفلانة امرأتك، قال: من اتخذ جارية لا يأتيها ثم أتت محرما كان وزر ذلك عليه.
عن الصادق (عليه السلام) قال: من اتخذ جارية فليأتها في كل أربعين يوما مرة.
وعنه (عليه السلام) قال: إذا أتى الرجل جارية ثم أراد أن يأتي الاخرى توضأ.
وعنه، عن أبيه عليهما السلام قال: إن عليا (عليه السلام) كان يقول: لا تسترضعوا الحمقاء، فإن اللبن يغلب الطباع.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسترضعوا الحمقاء، فإن الولد يشب عليه.
من كتاب الفردوس، عن عمرو بن أبي سلمة (2) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله
ـــــــــــــــ
(1) هو أبومحمد عبد الله بن أبي يعفور واقد العبدي الكوفي من أصحاب الصادق (عليه السلام) وكريم عليه ومات في أيامه، ثقة جليل في أصحابنا وكان قارئا يقرأ في مسجد الكوفة وله كتاب. وكان من حواري الصادقين عليهما السلام.
(2) كان بن أبي سلمة ربيب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان من أصحابه وأصحاب علي (عليه السلام) وولاه البحرين وقتل معه بصفين.
[ 237 ]
عزوجل قسم الحياة عشرة أقسام، فجعل للنساء تسعة وللرجال واحدة ولولا ذلك لتساقطن تحت ذكوركم كما تتساقط البهائم ذكورها.
قال (عليه السلام): إن للمرأة في حملها إلى وضعها إلى فصالها من الاجر كالمرابط (1) في سبيل الله، فإن هلكت فيما بين ذلك فلها أجر شهيد.
وقال (عليه السلام): إن للمخنثين أرحاما كأرحام النساء إلا أنها منكوسة.
وقال (عليه السلام): إذا ولدت المرأة فليكن أول ما تأكل الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر فإنه لو كان شئ أفضل منه أطعمه الله مريم عليها السلام حين ولدت عيسى (عليه السلام).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تزنوا فيذهب الله لذة نسائكم من أجوافكم، وعفوا تعف نساؤكم.
إن بني فلان زنوا فزنت نساؤهم. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحل لامرأة أن تنام حتى تعرض نفسها على زوجها، تخلع ثيابها وتدخل معه في لحافه فتلزق جلدها بجلده، فإذا فعلت ذلك فقد عرضت نفسها.
عن الصادق (عليه السلام) قال: حرم الله على كل ذي دبر مستنكح الجلوس على استبرق الجنة.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من قبل غلاما بشهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار.
وعن علي (عليه السلام) قال: من أمكن من نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء.
عن الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تعالى جعل شهوة المؤمن في صلبه وجعل شهوة الكافر في دبره.
وعنه (عليه السلام) قال: من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمه.
من الفردوس قال (عليه السلام): المغزل في يد المرأة الصالحة كالرمح في يد الغازي المريد وجه الله.
وقال (عليه السلام): مروا نساءكم بالغزل، فإنه خير لهن وأزين.
عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يفعلن أحدكم أمرا حتى يستشير، فإن لم يجد من يستشير فليستشير امرأته ثم يخالفها، فإن في خلافها بركة.
ـــــــــــــــ
(1) المرابط: المجاهد، وأصله المراقبة والملازمة على الامر.
[ 238 ]
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كان إبراهيم (عليه السلام) أبي غيورا وأنا أغير منه. وأرغم الله أنف من لا يغار من المؤمنين.
عن الباقر (عليه السلام) قال: غيرة النساء الحسد. والحسد هو أصل الكفر. إن النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن.
روي جابر (1)، عنه (عليه السلام) قال: قال (عليه السلام) لي: إن الله تبارك وتعالى لم يجعل الغيرة للنساء وإنما جعل الغيرة للرجال، لان الله قد أحل للرجال أربع حرائر وما ملكت يمينه ولم يحل للمرأة إلا زوجها وحده، فإن بغت مع زوجها غيره كانت عندالله زانية وإنما تغار من المنكرات. وأما المؤمنات فلا.
عن محمد بن إسماعيل بن بزيغ قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قناع النساء من الخصبان ؟ فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن (عليه السلام) لا يتقنعن، قلت: وكانوا أحرارا ؟ قال: لا، قلت: فالاحرار يتقنعن منهم ؟ قال: لا.
ـــــــــــــــ
(1) والظاهر هو جابر بن يزيد الجعفي من خواص أصحابهم عليهم السلام.
[ 239 ]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق