الأحد، 23 نوفمبر 2014

الباب السادس الفصل التاسع: في المسكن وما يجوز منه وما لا يجوز وما يتعلق به

الفصل التاسع
في المسكن وما يجوز منه وما لا يجوز وما يتعلق به
(في المسكن الواسع وغيره)
عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من السعادة سعة المنزل. وعنه (عليه السلام) قال: للمؤمن راحة في سعة المنزل.
وسئل أبوالحسن (عليه السلام) عن أفضل عيش في الدنيا ؟ قال: سعة المنزل وكثرة المحبين.
وعنه (عليه السلام) أيضا قال: العيش بالسعة في المنازل والفضل في الخدم.
عن معمر بن خلاد قال: إن أباالحسن اشترى دارا وأمر مولى له أن يتحول إليها وقال له: إنه منزلك، فقال له المولى: قد أجرت هذه الدار لي ؟ فقال أبوالحسن (عليه السلام): إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله.
عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء المرأة الصالحة والمسكن الواسع والمركب البهي والولد الصالح.
عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن للدار شرفا وشرفها

[ 125 ]
الساحة الواسعة والخلطاء الصالحون (1) وإن لها بركة وبركتها جودة موضعها وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها.
قال الصادق (عليه السلام): من سعادة المرء حسن مجلسه وسعة فنائه ونظافة متوضاه (2).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من السعادة وأربع من الشقاوة، فالاربع التي من السعادة: المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب البهي. والاربع التي من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق، والمركب السوء.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): حرمة الجار على الانسان كحرمة أمه.
(في مقدار سمك البيت)
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: يا محمد ابن بيتك سبعة أذرع فما كان فوق ذلك سكنة الشياطين. إن الشياطين ليست في السماء ولا في الارض، إنما يسكنون الهواء.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمك البيت سبعة أذرع أو ثمان أذرع فما فوق ذلك فمحضر للشياطين.
وعنه (عليه السلام) أيضا قال: كل شئ يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو مسكن الشياطين.
عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب فيه آية الكرسي.
عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل شئ فوق التسع
ـــــــــــــــ
(1) الساحة: الفضاء. والخلطاء ـ جمع ـ خليط ـ : المخالطون الذين أمرهم واحد من الزوج والزوجة والولد والجار والاهل.
(2) الفناء ـ بالكسر ـ : الساحة، أمام البيت، ما امتد من جوانبه. والمتوضأ: المستراح.
[ 126 ]
يعني سمك البيت فما زاد على التسع فهو مسكون، يعني البيوت، أو ما كان سمكها فوق التسع فما كان فوق التسع مسكون.
وعنه، عن آبائه عليهم السلام أن رجلا من الانصار شكا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أن الدور قد اكتنفته، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارفع ما استطعت واسأل الله أن يوسع عليك.
عن أبي عبد الله (عليه السلام): ما من إنسان يبني فوق ثمانية أذرع إلا ويأوي الشيطان فيما فوق ثمانية أذرع والواجب أن يكتب له فيه آية الكرسي حتى لا يأوي فيه الشيطان.
وعنه (عليه السلام) قال: كل بناء فوق الكفاية يكون وبالا على صاحبه يوم القيامة. وعنه (عليه السلام) أنه قال: ما يبني إنسان فوق ثمانية أذرع إلا وينادي مناد من السماء: إلى أين تريد يا فاسق ؟
من جوامع الجامع، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كل بناء يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة إلا ما لابد منه.
(فيما يستحب عند البناء)
عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من بنى منزلا فليذبح كبشا وليطعم لحمه المساكين وليقل: " اللهم ادحر عني وعن أهلي وولدي مردة الجن والشياطين وبارك لي فيه بنزولي " فإنه يعطي ما سأل إن شاء الله.
 (في الاسراف في البناء)
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه.
وعنه (عليه السلام) قال: من كسب مالا من غير حله سلط على الماء والطين.
(في كنس المنازل)
عنه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.
وقال الصادق (عليه السلام): غسل الاناء وكسح الفناء مجلبة للرزق.
[ 127 ]
(في وقت في البيت والخروج عنه)
عنه (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا خرج من البيت في الصيف خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.
وفي رواية، عن ابن عباس قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يخرج إذا دخل الصيف ليلة الجمعة، وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة.
(في اغلاق الابواب وغيرها)
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبي الحسن عليهما السلام، سئل عن إغلاق الابواب وإكفاء الاناء (1) وإطفاء السراج ؟ قال: اغلق بابك فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفأرة لا تحرق بيتك. وأكفئ إناءك فإن الشيطان لا يرفع إناء مكفأ.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون.
عن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أطفؤا المصابيح، لا تجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه.
(فيما يتعلق بالمسكن)
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه أتاه رجل [ فشكا إليه ] فقال: أخرجتنا الجن من منازلنا يعني عمار منازلهم، فقال: إجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في أكناف الدار. قال الرجل: ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه.
عن داود الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت حماما خرج من تحت سريرة فقلت له: جعلت فداك أهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر (2) ؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): تلك مسوخ من الطير، إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فإنها بقية حمام إسماعيل (عليه السلام).
ـــــــــــــــ
(1) إكفاء الاناء: قلبه. ويأتي أيضا بمعني الاستتار ومنه الكفاء، ككتاب.
(2) البلق: الابلق وهو الذي كان في لونه سواد وبياض. وتقرقر الطير: تصوت وتردد صوته.
[ 128 ]
من كتاب من لا يحضره الفقيه، شكا رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الوحشة، فأمره باتخاذ زوج من الحمام.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن خفيف أجنحة الحمام ليطرد الشياطين.
وقال (عليه السلام) أيضا: إتقوا الله فيما خولكم (1) وفي العجم من أموالكم، فقيل له: ما العجم من أموالنا ؟ قال: الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك.
من الفردوس، عن أنس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الشاة في البيت ترد سبعين بابا من الفقر.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الشاة في الدار بركة. والسنور في الدار بركة. والرحا في الدار بركة. والشاة بركة. والشاتان بركتان. والثلاثة بركات كثيرة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الشاة من دواب الجنة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلا قدس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم، فإن كانتا اثنتين قدسوا كل يوم مرتين، فقال رجل كيف يقدسون ؟ قال: يقال لهم: بورك عليكم وطبتم ما طاب إدامكم.
وعنه (عليه السلام) قال: إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في بيوتكم (2).
وقال: لا تطرقوا الطير في أوكارها فإن الليل أمان لها وذلك لما جعله الله عليه من الرحمة.
من كتاب طب الائمة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتخذوا في بيوتكم الدواجن يتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم.
عن أبي جعفر (عليه السلام): من أحبنا ـ أهل البيت ـ أحب الحمام.
ـــــــــــــــ
(1) فيما خولكم أي ملككم وأعطاكم. والخول: الخدام والحشم وغيرهم من الحاشية.
(2) الخطاطيف جمع الخطاف: طائر يشبه السنونو، طويل الجناحين، قصير الرجلين، أسود اللون، وقيل: هو الخفاش.
[ 129 ]
وقال أبوالحسن (عليه السلام): لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار البيت: الهرة والحمام والديك، فإن كان مع الديك أنيسة فلا بأس بذلك لمن لا يقدرها.
قال الرضا: في الديك خمس خصال من خصال الانبياء: معرفته بأوقات الصلوات والغيرة والشجاعة والسخاوة وكثرة الطروقة (1).
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا سمعتم أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه. وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا.
عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الديك الابيض صديقي وعدوه عدو الله، يحرس صاحبه وسبع دور. وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يبيته معه في البيت.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الدجاج غنم فقراء أمتي.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسبوا الديك فإنه صديقي وأنا صديقه وعدوه عدوي والذي بعثني بالحق لو يعلم بنو آدم ما في قترته لاشتروا ريشه ولحمه بالذهب والفضة. وإنه يطرد مذمومة من الجن.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من اتخذ ديكا أبيض في منزله يحفظ من شر ثلاثة: من الكافر والكاهن والساحر.
من كتاب روضة الواعظين، عن الباقر (عليه السلام) قال: إن الله تعالى خلق ديكا أبيض عنقه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة، له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب لا يصيح ديك في الارض حتى يصيح، فإذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: " سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شئ " فيجيبه الله فيقول: " ما آمن بما تقول من يحلف بي كاذبا " (2).
روى الجعفري قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) في بيته زوج حمام: أما الذكر فأخضر وأما الانثى فسوداء. ورأيته (عليه السلام) يفت لهما الخبز ويقول: يتحركان من الليل فيؤنسان وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا اتقى من دخل البيت من عرمة الارض (3).
ـــــــــــــــ
(1) الطروقة: الجماع.
(2) تخوم الارض: حدها ومنتهاها. وخفق الطائر أي طار.
(3) الفت: الدق والكسر بالاصابع. الانتفاض: مطاوع نفض وهو حركة الشئ ليزول عنه الغبار.
[ 130 ]
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس من بيت نبي إلا وفيه حمام، لان سفهاء الجن يعبثون بصبيان البيت، فإذا كانه فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق